هناك ثمانية مواقف للمرأة لو عملتها فإننا نستطيع أن نقول عنها بأنها فهمت أنوثتها بشكل خاطئ، الموقف الأول عندما تعتمد على الغير اعتمادا كليا، في جميع أعمالها وأحوالها فهذا يعنى أنها فهمت الأنوثة بشكل خاطئ، لأنها ظنت أن من معاني الأنوثة أن لا تنجز المرأة شيئا لوحدها، وإنما هي تعيش على مساعدة الآخرين لها، والصحيح أن المرأة هي انسانة تقوم بأعمالها بنفسها وفي حالات تطلب المساعدة من غيرها، والموقف الثاني هو التنازل عن حقوقها بشكل دائم مع أبيها أو أخيها أو مديرها بالعمل أو عندما تتعرض لأي مشكلة تحدث لها في الحياة، لأنها تعتقد كونها أنثى فإنها لا تستطيع أن تأخذ حقها لأنها امرأة، وهذا فهم خاطئ فالمرأة من حقها المطالبة بحقوقها والالتزام بواجباتها والموقف الثالث إذا جعلت مشاعرها السلبية تسيطر عليها، مثل الغيرة والخوف والتعلق الزائد، وتقنع نفسها بأنها لا تستطيع أن تغير مشاعرها لأنها أنثى، وهذا فهم خاطئ للأنوثة فكل شعور يشعر به الإنسان يستطيع أن يضبطه ويعالجه وخاصة إذا كان سلبيا، والموقف الرابع هو تقليد صورة المرأة القوية على الطريقة الغربية، فتري أن الأنوثة عيب ومنقصة، وأن الذكورة أفضل في الحياة، فتتبنى سلوكا ذكوريا لتثبت نفسها، فتدخل في صراعات مع الرجل بدل التكامل معه وتفقد جاذبيتها الطبيعية، ولا تعرف هي أن القوة لا تلغى الأنوثة بل تزداد قيمة عندما تغلف بالرحمة والرقي والموقف الخامس عندما تسيء استخدام أنوثتها بممارسة أعمال هابطة أخلاقيا من أجل تحقيق مكاسب غير مشروعة، سواء من خلال تعاملها مع الرجال مباشرة، أو إظهار أنوثتها في وسائل الإعلام أو استغلال أنوثتها في التسويق بهدف الربح المادي أو الانتقام الاجتماعي، والموقف السادس هو عندما تتحدث عن نفسها بأنها ضعيفة لأنها أنثى فلا تكون ملتزمة بالمبادئ والقيم أو تكون حازمة في تنفيذها بحجة أنها أنثى، ولا تعرف أن من معاني الأنوثة الحزم والحب والقوة واللين والشدة واللطف، والمرأة قادرة على أن تميز متى تعطي الحب ومتى تكون حازمة، والموقف السابع أنها ترى أن الأنوثة فقط في الملابس والمكياج والاهتمام بجمالها ونظافتها الجسدية، فتهمل رقة الكلمة ونغمة الصوت والتعاطف والاحتواء العاطفي فتصبح جميلة الشكل باردة الإحساس، ولكن الأنوثة هي الاهتمام بالمظهر ويكمله الاهتمام بالإحساس والروح، أما الموقف الثامن والأخير عندما تكون شخصيتها المنزلية مثل شخصيتها الوظيفية من حيث الشدة والرسمية والحدة، ولكن الفهم الصحيح للأنوثة أن تكون شخصيتها بالعمل رسمية وفي البيت عملية وعاطفية، في العمل جادة وفي البيت مرتاحة، في العمل تضع الحدود والمسافات في العلاقات وفي البيت تأخذ راحتها في ضحكها ورقصها وأنسها، هذا الفهم الخاطئ لمعنى الأنوثة قد يكون بسبب التربية المشوشة على مفهوم الأنوثة في البيت، فتنشأ الفتاة عند أم ضعيفة وخاضعة أو أم متسلطة تهاجم الرجال فتفقد التوازن في فهم الأنوثة الحقيقي، أو قد يكون السبب التشويه الموجود بوسائل الإعلام بأن الأنثى مظهر للإغراء والموضة لا للذكاء العاطفي والرقي الإنساني، أو التأثر بالثقافة الغربية التي حولت الأنوثة إلى قضية مساواة مادية لا توازن إنساني، ولعل أخر سبب وأهم سبب هو غياب الوعي الديني والثقافة الشرعية لمعنى الأنوثة، فالسيدة خديجة رضي الله عنها أمرأه وحبيبة ومربية ومع ذلك هي سيدة أعمال وصاحبة سلطة ونفوذ وعلاقات، ومريم عليها السلام حملت وأنجبت عيسى عليه السلام ومع هذا واجهت مجتمعها وهي صغيرة بالسن، هذه نماذج قرآنية لمعنى الأنوثة المتوازن والصحيح
