أي تغيير تجميلي لابد أن أذكره للخاطب ؟
مع انتشار عمليات التجميل يتم طرح عدة أسئلة متعلقة بالخطوبة والزوج، مثل هل كل عمليات التجميل مثل (الفيلر، البوتوكس…) لابد من ذكرها للخاطب؟ وهل تعتبر خداع بصري؟ وهل عمليات الجراحة التجميلية سببا كافيا لفسخ الزواج؟ وهل إخفاء عمليات التجميل يدخل في باب الغش والتدليس قانونا والمحرم شرعا؟ وهل ذكرت قوانين الأحوال الشخصية هذه المسائل؟ واسئلة كثيرة تطرح في هذا المجال والجواب على هذه الأسئلة أننا لابد أن نفرق بين نوعين من عمليات التجميل سواء للرجل أم للمرأة، الأول إذا كان التغيير في المظهر بعد التجميل من أجل إخفاء مرض خطير أو عيب خلقي أو مرض معدي فإنه يعتبر تدليسا (معنى التدليس هو إخفاء الحقيقة بهدف الخداع)، فلو كانت التغييرات التجميلية تغير في الشكل الأصلي للشخص، ففي هذه الحالة لابد من الإخبار وقت الخطوبة، مثل تغير شكل الأنف كاملا أو إعادة تشكيل الفك أو شد الوجه بشكل يغير الملامح الأساسية، لأن هذه تغييرات دائمة وتؤثر على صورة الشخص الأصلية التي على أساسها يختار الطرف الآخر للزواج، وفي حالة قبوله بعد اخباره فيتم الزواج ولا يحق له بعد الزواج أن يصف هذا الزواج بالغش أو التدليس ولابد من الإخبار كذلك في حالة إذا كانت عملية التجميل مرتبطة بعيب صحي أو تشوه خلقي، مثل إزالة تشوه ناتج عن حادث او حروق، مثل شق في الشفة أو عيوب بالجلد، وأذكر قضية عندي كانت لزوج تفاجأ بجلد غير طبيعي لزوجته بعد الزواج، ولما سألها قالت له أنها تعرضت لحادث وتم عمل عملية تجميليه، لها فاعتبر ذلك غشا بالزواج، وأحيانا يكون للتجميل أثار جانبية ففي هذه الحالة لابد من اخبار الخاطب مثل وجود ندوب واضحة أو الحاجة لعلاجات مستمرة بعد العملية وكذلك لابد من الإخبار في حالة لو كان التجميل يخفي مرضا أو يؤثر على وظائف الجسد، مثل عمليات التكميم وخاصة إذا كان لها مضاعفات على التغذية أو الحمل، واذكر قضية عندي أن زوجة رأت أدوية على مكتب زوجها فلما قرأت عنها اكتشفت أن هذه الأدوية من أجل علاج وظائف الجسد بعد عملية التكميم التي عملها دون أن يخبرها قبل الزواج فاعتبرت ذلك غشا، أما التغييرات التجميلية التي لا يشترط الإخبار عنها، مثل الإجراءات البسيطة والمؤقتة للبوتوكس أو الفيلر أو تنظيف البشرة أو الليزر التجميلي أو تبييض الأسنان، فهذه أمور تجميلية مؤقتة ولا تغير أصل الخلقة، أو كالاهتمام الجمالي مثل إزالة الشعر وتقويم الأسنان والعناية بالشعر أو البشرة فهذه من الزينة المباحة، فعمليات التجميل إذا كانت لتصحيح شيء صغير جدا مثل تعديل بسيط للأنف أو إزالة شامة فهذه أمور بسيطة وعادية ولا تعتبر غشا ولا يشترط الإخبار عنها أما قوانين الأحوال الشخصية فهي في الغالب لم تذكر صراحة الخداع البصري بعد التجميل، ولكنها ذكرت أن العقد ينبغي أن لا يبنى على الغش والتدليس لإخفاء العيوب، ولم يذكر صراحة إذا أخفى الزوج أو الزوجة عملية الجميل التغييري (كالعمليات، أو الحقن) التي غيرت ملامحه الأصلية بأن ذلك يعد تدليسا يبطل عقد الزوج، كما أنه لا يوجد نص يلزم الخاطب او المخطوبة بالإخبار عن كل عمليات التجميل التي قام بها إلا إذا كانت هذه العمليات تؤثر على القدرة على العيش الزوجي المشترك، أما القانون المدني فإنه ذكر التدليس بأنه يبطل العقد إذا تم التعاقد بناء على حيل تخدع الطرف الآخر والخلاصة أن الزواج الأصل فيه أنه ميثاقا غليظا ويكون صادقا ويبنى على الشفافية حتى يكون زواجا ناجحا ومستقرا، فإذا كان التجميل التصحيحي بإزالة عيب أو تشوه، هذا علاج مشروع وغالبا لا يشترط الإخبار عنه وكذلك الإجراءات التجميلية المؤقتة والبسيطة وخاصة إذا زال الأثر ورجع الشخص لهيئته الطبيعية، أما التجميل التحسيني الذي يغير الملامح الأصلية أو يخفى مرضا أو يؤثر على وظائف الجسد فهذا يجب الإخبار عنه،