(أنا إله نفسي) يقول أحد الآباء أنه صدم عندما سمع ابنه يردد هذا المقطع من أغنية يسمعها وهو واضع السماعة على أذنه، إن هناك الكثير من الأغاني الأجنبية وبعض الأغاني العربية تدعوا بكلماتها للإلحاد، ويرددها المراهقون بوعي أو من غير وعي، إن رسائل الإلحاد الخفية تدخل بالأغاني بعدة طرق، منها التشكيك بالله تعالى مثل عبارة : أين الله ؟ (were is good)، أو الإله مات (god is dead)، أو بأسلوب ذكي مثل تمجيد الإنسان بدلا من الخالق، مثل لا يوجد شيء أقوى منى، (nothing above me)، أو أنا إله نفسي، (iam my own god)، وأحيانا تكون الأغنية تدعوا للعبثية والعدم، وأن الحياة لا هدف منها مثل لا معنى للحياة، (life has no meaning)، أو أنا أحيا وأنا أموت فهذه هي الحياة باختصار، (we live we die, that’s it)، وفي كثير من الأغاني تسخر من الأديان إما بتلميح أو مباشرة أو تسخر من الشيء المقدس، مثل أنا لا أؤمن بالجنة أو النار، (I don believe in heaven or hell)، أو الدين كذبة (religion is a lie)، وغيرها من العبارات المنتشرة في الأغاني ويرددها المراهقون من الشباب والبنات ومثل هذه الأمثلة موجودة بوضوح في الأغاني الأجنبية أما في الأغاني العربية ففيها عبارات أقل صراحة ووضوح ولكنها تركز على نفس المعاني، مثل الحرية المطلقة للإنسان أو العيش بلا حساب أو أن يستمتع بحياته كما يريد هو، وأكثر العبارات الإلحادية تكون مغلفة بالحب والرومانسية أو بعبارات فلسفية لا يفهمها المراهق ولكن تدخل في عقله اللاواعي، مثل (عيش يومك وبس، أما غدا لا تفكر فيه، أو أنا حر ما يهمني أي شيء، أو قلبي هو ربي وما أعبد غير هواي، أو الدنيا لعبة، أو القدر يضحك علينا، أو نولد ونموت ولا يوجد شيء بعد الموت، أو الدنيا وهم والكل ينتهى بالتراب) وغيرها من العبارات الخفية للإلحاد والمراهق يتأثر بمثل هذه الكلمات لأنه يحب التمرد، وخاصة إذا عاش في بيت سيء التربية ويعامل بعنف من قبل الوالدين، فتكون مثل هذه العبارات متنفس له وينساق خلفها حتى يجد نفسه ملحدا وهو لا يشعر، كما أن المراهق يميل للموسيقى القوية ويجد نفسه ينجذب إليها لأنها تعبر عن تمرده في الحياة، أو قد يبحث عن هوية جديدة ولا يكون والديه قد أحسنوا غرس الهوية في نفسه بشكل صحيح، وحتى نحافظ على أبنائنا المراهقين وخاصة مدمني الموسيقى الأجنبية سواء كانوا يدرسون في مدارس أجنبية أو متأثرين بالمشاهير من المغنيين والمؤثرين في شبكات التواصل الاجتماعي، أن نعمل على توعيتهم بهذه الوسائل والأساليب لنشر الإلحاد، وأن نحسن تربيتهم الدينية بطريقة لطيفة وليست عنيفة، معتمدين على التربية الإيمانية الصحيحة من خلال الحوار والصداقة معهم، ولا مانع إذا شاهدنا ابننا يضع السماعة بأذنه أن نطلب منه المشاركة معه بما يسمع، حتى نعرف ماذا يسمع ونحاوره بالكلمات التي يسمعها حتى يكون عنده وعي ونضج يحميه من تبني أفكار الإلحاد الخفية، والأفضل أن نبتعد أثناء تربيته عن أسلوب الهجوم والعنف، حتى لا يكون عنده ردة فعل قوية فيعاند بسماع مثل هذه الأغاني التي تشوه إيمانه ومعتقده، فالحل اليوم ليس هو الحرب على الموسيقى، لأن الموسيقى موجودة بكل مكان، ولكن الحل هو في تفكيك الكلمات الخفية في الموسيقى وشرحها لأبنائنا، بالإضافة إلى بذل الجهد لبناء الوعى عند أبنائنا بالوسائل الإعلامية لهدم الإيمان والتمرد على الخالق، والحرص على تقديم البدائل الهادفة من الكلمات الجميلة مع تقوية الإيمان بالله تعالى وتحبيبه بالخالق .
