الزواج بدون جنس هل ينجح أم لا؟ للإجابة على هذا السؤال يعتمد على أمرين في الحياة الزوجية، الأمر الأول هو : عمر الزواج والأمر الثاني هو : ظرف الزواج، وقبل أن أشرح الأمرين لابد أن نتفق على أن العلاقة الحميمية بين الزوجين أمر أساسي في الزواج، لأن العلاقة الجنسية حق مشترك بين الزوجين، فكما هي مهمة للرجل فكذلك هي مهمة للمرأة، فالمرأة عليها الاستجابة لزوجها إذا طلبها وكذلك الزوج عليه الاستجابة لزوجته إذا طلبته، وإذا رفض أحد الزوجين الاستجابة من غير سبب فإن هذا يتنافى مع مفهوم الزواج في (المعاشرة بالمعروف)، ولو كان الرفض من غير سبب فإن الطرف الرافض يؤثم سواء كان الزوج أو الزوجة ولكن يبقى السؤال قائما وهو هل ينجح الزواج بدون العلاقة الجنسية؟ والجواب يعتمد على حسب عمر الزوج أو الزوجة، فإن الجنس يلعب دورا أساسيا في العلاقة ويعتبر من أهم وسائل التعبير عن الحب لعمر العشرينيات والثلاثينيات، وغياب العلاقة الحميمية يسبب توتر في العلاقة، أما زواج الأربعينيات والخمسينيات فتبدأ العلاقة بين الزوجين تنتقل لمرحلة الشراكة العميقة وقد تقل الرغبة الجنسية بين الطرفين في هذه المرحلة العمرية، وبعض الحالات تستمر العلاقة الجنسية بين الطرفين، ولكن لو كانت هذه المرحلة بدون جنس بين الزوجين وكان هذا بالاتفاق بينهما فإن الزواج ينجح، وخاصة إذا كان بينهما حب عميق واتفقا على تربية الأبناء، فيعيش الزوجان حياة مستقرة حتى لو تراجعت العلاقة الجنسية أما الزواج في عمر الستينيات والسبعينيات ففي هذه المرحلة تكون العلاقة بين الزوجين لها أولويات أخرى غير العلاقة الجنسية، ويكون الزواج في هذه المرحلة من غير جنس هو الشائع، وتركيز الزوجين في هذه المرحلة على الصحة والأبناء والأحفاد في الغالب، وفي بعض الحالات ينفصل الزوجان في المبيت كل واحد منهما بغرفة لاختلاف أوقات وطبائع النوم، وقد تقل القدرة الجنسية في هذه المرحلة ولكن لا تنعدم، ويبقى الاحتياج العاطفي والحنان أهم من الأداء الجنسي وخلاصة القول أن الزواج بدون جنس في بداية الزواج مهم جدا، وبعد سنوات تقل الأهمية ويستمر الحب والتفاهم، أما في مرحلة الشيخوخة فمن الطبيعي أن يستمر بدون جنس، وفي المرحلة الوسطى قد يستمر الجنس وقد يتوقف حسب الظرف والحالة أما بالنسبة لظرف الزواج ففي حالات خاصة يمكن أن ينجح الزواج حتى ولو كان بدون العلاقة الجنسية، من أمثلتها الابتعاد الجنسي المؤقت بين الزوجين، مثل أن يتفقا الطرفين بالابتعاد المؤقت من غير كراهية أو اجبار، أو مرض أحد الزوجين، أو وجود ضعف في المعاشرة أو عجز جنسي عند أحد الطرفين، أو قد يكون لأحد الزوجين ظرف استثنائي أو يعاني من الاكتئاب أو ضغوط نفسية حادة أو تقدم بالعمر أو مشاكل صحية، وهذا الابتعاد الجنسي قد يكون مؤقتا أو دائما حسب الحالة أما لو امتنع أحد الزوجين مع عدم رضى الطرف الثاني ففي هذه الحالة ينشأ الظلم وقد يؤدي هذا التباعد إلى الكراهية والنفور، أو الطلاق الصامت أو الطلاق القانوني أو أحيانا قد يؤدي للخيانات، أما لو كان الامتناع كوسيلة عقابية لأحد الزوجين فهذا منهى عنه شرعا وقانونا، لأنه يفقد الثقة، ويزرع الخوف بدل الحب، ويشعر الطرف الآخر بالإهانة وكما أن الزواج يكون ناجحا بدون جنس في بعض الحالات، إلا إن هناك كثير من حالات الزواج يكون هدفها الأساسي الجنس والعلاقة العاطفية، وهذا الدافع ليس خطأ في الزواج ولا يهدد استقرار الزواج، وغالبا ما يكون في حالات الزواج الثاني أو في حالات التعدد .
