هناك خمس صفات أساسية للشخصية الغامضة، الصفة الأولى أنها غالبا تلتزم الصمت وقلة الكلام، وإذا تحدثت ففي الغالب يكون الوجه محايدا، والصفة الثانية أن يكون الشخص متحفظا وباردا في ردات فعله عند تعامله مع الآخرين، أما الصفة الثالثة فهي أن الشخص لا يندمج في الحديث مع الآخرين، ولا يشاركهم تجاربه وقصصه في الحياة، والصفة الرابعة هي العزلة عن الأخرين، وكلما عاش منفردا كلما كان أكثر استمتاعا، أما الخامسة فهي تجنبه المواجهة عند حدوث أي خلاف مع الآخرين، ويتحمل المسؤولية بنفسه دائما ولا يحب مشاركة الآخرين، إن الشخصية الغامضة تكون مشكلة وسلبية عندما يكون الغموض دائما في الشخصية، أما لو كان الغموض على حسب الموقف أو مؤقتا، فلا يعتبر الغموض في هذه الحالة سلبية، فمثلا لو صمت شخص عند نقاشه مع الآخرين وهو يرى أن الصمت حكمة في هذا الموضوع، سواء كان مع أهله أو أصحابه، ففي هذه الحالة نسمى الصمت غموض إيجابي وهو جيد، ومثال آخر لو اعتزل الإنسان الناس فترة من الزمن لينظم وقته ويرتب أولوياته فهذا جيد، طالما أنه ليس دائما فعدم الإفصاح ما في النفس لا يعتبر سلبيا طالما أنه لحكمة، مثل قصة يعقوب عليه السلام عندما تحفظ ولم يخبر أبناؤه عن سبب أمره لهم بأن يدخلوا من أبواب متفرقة عند دخولهم لمصر، فهذا صمت وإخفاء لا يسمى غموض لأنه لحكمة وفي حالة استثنائية، ولكن لو كان الشخص في بيئة تحتاج للإفصاح والتواصل، مثل العمل مع فريق عمل أو التوجيه التربوي ففي هذه الحالة الشخصية الغامضة تكون مشكلة، فالغموض هنا سلبيا، أما في العلاقات العاطفية فلابد من التفاعل والتصريح، فعندما تكون الشخصية غامضة وصامته ففي هذه الحالة تثير الشك، أو أن الطرف الآخر لا يشعر بالأمان معه، وأحيانا يكون الغموض مطلوب وإيجابيا في بعض الحالات، مثل في العمل أو بالمناصب القيادية، وكذلك في بعض المواقف الحساسة يكون الغموض مفيدا بعدم كشف الأسرار، وعكس الشخصية الغامضة الشخصية المنفتحة، وهذه شخصية واضحة مثل الكتاب المفتوح، من سماتها انها صريحة بالكلام، وتعبر عن مشاعرها بسهولة، وتجدها اجتماعية في علاقاتها وتقدر التفاعل والمشاركة، وهذه الشخصية أحيانا يكون فيها عيوب، فقد تفسر من قبل الآخرين بأنها خفيفة وساذجة لكثرة حديثها ومشاركتها، أو ممكن أن تستغل بسبب شفافيتها، أو أحيانا مع كثرة كلامها قد تجرح الآخرين بكلامها الصريح أما لو أراد شخص أن يقلل من غموض شخصيته عليه اتباع عدة حلول، منها أن يدرب نفسه على التعبير وخاصة التعبير بالكلام أو بالمشاعر مع الأصدقاء والمقربين، فالمشاعر الموجودة بداخل النفس يحاول أن يخرجها ولو كتابة بالبداية حتى يتعلم أن يصرح، وإذا كان متضايق من أمر معين مع صديق أو زوج أو أحد الأقرباء أو حتى بالعمل فيحاول أن يجد حلولا ليعبر عما يضايقه، لأن الكتمان يأثر على النفسية والشخصية ويشجع الشخص على العزلة حتى لا يختلط بالآخرين، وعلى الشخص الغامض سؤال نفسه عن الأسباب التي أدت إلى الغموض، سواء كانت خوف أو فقدان ثقة أو تجارب سابقة أو تربية فيها شدة أو اهمال، والعمل على إيجاد حلول لتلك الأسباب بالقراءة والاطلاع أو وطلب المساعدة من أهل الخبرة، ويحرص على حضور المناسبات الاجتماعية من وقت لأخر، فهذه من الحلول التي تساعد على تقليل الغموض في الشخصية، وأخر حل هو مشاركة الأفكار والتجارب بالتدريج مع الآخرين إلى أن يعرف الشخص كيف ومتى يشارك الأخرين قصصه وتجاربه ووضع الحدود الصحية معهم.