عندما تراقب ما يعرض في المسلسلات والأفلام وحتى في برامج الأطفال تجد أن محتواها يركز على عدة مفاهيم وأفكار تكرس مفهوم التمجيد لرموز غريبة، مثل العين الواحدة أو تمجيد القوى الخارقة التي تتحدى الخالق، أو القوة المهيمنة على الأرض والبشر والمتحكمة فيهم، وغالبا أشكالها تكون غريبة، ولديها قدرات خارقة تكون هي المخلصة للعالم أو المتحكمة فيه فهل هذه الأفلام والمسلسلات تروج لفكرة المسيح الدجال؟ وهل هي مقصودة أم لا ؟ ولو راقبنا القيم التي تغرس للكبار والصغار من خلال هذه الأفلام، لوجدنا أنها تركز على الإعجاب بالقوة المطلقة مهما كانت ظالمة، والتمرد على القيم الدينية والعائلية، وتشويه صورة الأنبياء والقيم الأخلاقية، لدرجة أنك وأنت تشاهد الفيلم أو الكارتون تتفاعل مع الشيطان والشخصية الشريرة وتحبها أكثر من الشخصية الخيرة والطيبة، ودائما تعرض شخصية الشرير على أنه مظلوم وذكي والخير هو الظالم والغبي فظهور الشخصيات بعين واحدة وتقديمها كرمز للبطولة، مع تكرارها وتفاعل المشاهدين معها يساهم في قبول المسيح الدجال عندما يخرج علينا في آخر الزمان ولديه قدرات خارقة وهو أعور العين اليمنى ومكتوب بين عينيه كافر، ونضرب مثالا مثل شخصية (مايك وازوسكي) بعين واحدة وهو بطل محبوب وقوى رغم أنه مضحك ولطيف، فصارت العين الواحدة مألوفة عند الأطفال، ويتقبل الطفل العين الواحدة كشيء طبيعي وهو شخصية محببة، وأنها شخصية المخلص والمنقذ، وهذا نفس الدور الذي يلعبه المسيح الدجال في آخر الزمان الكبار والصغار اليوم يتقبلون أشكال غير طبيعية ولا يشعرون بغرابتها أو النفور منها، ولديهم فكرة أن صاحب القوة الخارقة، حتى لو شكله غريب وبعين واحدة فهو بطل، وهذه الأفلام تمهد لقبول المسيح الدجال، فلو خرج المسيح الدجال فأن من يتابع هذه الأفلام سيكون أول من يتبعه لأنه تم غرسه في عقلهم اللاواعي بأنه هو المخلص والمتحكم بالأرض، وبالمناسبة فان المسيح الدجال مثلما هو موجود عندنا في عقيدتنا الإسلامية فكذلك هو موجود عند المسيحيين ويؤمنون antichrist (ضد المسيح) ويظهر في آخر الزمان ويوصف بأنه مخادع ويضلل الناس، وعند اليهود كذلك ما يسمى المسيا (المخلص) وهو شخص يهودي يقيم لهم ملكا دنيويا ويقودهم للعظمة سابقا كان الآباء يحذرون أبناؤهم من التأثر بلباس الممثلين أو كلامهم وعلاقاتهم الثنائية المخالفة لثقافتنا وديننا في الأفلام والمسلسلات، أما اليوم فالمسألة أخطر بكثير من الانحراف السلوكي، لأن الانحراف العقدي هو الأخطر، وتبث أفكاره من خلال ممثلين يلبسون لباسا ساترا وأشكالهم جميلة ويظهرون بشكل محترم، ولكن أفكارهم تدمر إيمان الجيل المتابع لهم ويستخدمون رموز الماسونية وهي (العين الواحدة والهرم والأرقام الغريبة) وأحيانا تظهر مثل هذه الأفكار على شكل دعايات واعلانات بين لقطات فيلم جيد، وأذكر أن حوارا حدث بين اثنين الأول يقول لصاحبه امنع اطفالك من اللعب في لعبة روبلكس، لأن فيها اللاعب يصعد بسلم درجاته من المصحف ويدخل الكعبة ويبول فيها، فقال صاحبه إنها لعبة للأطفال وليست حقيقة، وهذا الفهم هو الذي يدمر فكر الأبناء وعقيدتهم، فالأفكار الخاطئة والمدمرة تبدأ بلعبة أو مسلسل ولكنها تنتهي بكراهية للدين والإله وعدم احترام الأنبياء والمنهج الرباني، أعرف طفلا دائما يردد على أمه بأنه إذا كبر سيكون شريرا لأن الشرير دائما هو القوي، وقصص كثيرة نعرفها من تشويه الهوية والإيمان، فلا نستهين بما يعرض بالمسلسلات والأفلام، ويبقى السؤال قائما هل المسيح الدجال في بيوتنا ؟ والجواب : نعم موجود من خلال الشاشات داخل بيوتنا، وهذا يسهل اتباعه عندما يخرج حقيقة، فلنكن واعين لما نشاهده أو يشاهده أبناؤنا ..
