كيف أتعامل مع الشخص الذي يستغل طيبتي؟
مجرد أنك بدأت تقرأ هذا المقال معناه أنك طيب وتبحث عن حلول لعدم استغلال طيبتك، فطيبتك جميلة ولكن معرفة نفسك أجمل حتى تعرف كيف تتعامل مع ذاتك وتنجح في معاملة من يستغل طيبتك، والإنسان الطيب لا يحب أن يقول كلمة (لا)، ولو كان على حساب نفسه أو صحته أو أعماله عندما يطلبه الآخرون، وتجده كثير التضحية حتى لا يقال عنه أنه أناني، وتجده يتجنب المواجهة حتى لا يخسر من يتعامل معه، وأحيانا يخاف أن يتخلى عنه الآخرين، فهو حريص على محبة الناس ولا يضع حدودا بينه وبين الآخرين، فهذه بعض صفات الشخص الطيب وحتى يحمى الطيب نفسه من الاستغلاليين عليه أن أن يرسم حدود العلاقة بينه وبين الآخرين بشكل جيد، ويصنف العلاقة معهم، مثل علاقة صداقة أو علاقة عائلية أو عاطفية أو مهنية أو تعليمية أو زوجية أو قانونية أو خدمية أو تجارية وهكذا، ولا مانع من جمع أكثر من علاقة مع شخص واحد، ثم عليه أن يفهم نفسه وشخصيته ليحافظ عليها من الإستغلال، ثم يحدد أهدافه ويعرف ماذا يريد حتى لا يتحكم الآخرون بأعماله ويسيرونه كما يريدون، وقتها سيعرف متى يقول (نعم) ومتى يقول (لا)، وهناك مهارة مهمة لحمايته من الإستغلاليين وهي أن ينمى ذكاؤه الاجتماعي والعاطفي فيعرف قراءة الوجوه وفهم النفسيات، فهذا يفيده كثيرا لمعرفة الأشخاص الاستغلاليين، وأن يكون واعيا عندما يطلب منه شخص المساعدة مرة أو مرتين فيساعده، ولكن لو كان هذا الشخص يعتمد عليه اعتمادا كليا ويطلب منه المساعدة بشكل دائم فهذا يعنى استغلال، أما في حالة لو اكتشف أن شخصا يستغله فلابد أن يواجهه ويتحدث معه بصراحة ليضع حدا لاستغلاله، فلو فهم الشخص الطيب هذه الأساليب ستكون طيبته طيبة حقيقية وليست ساذجة، لأن هناك فرق بين الطيبتين، فالطيبة الحقيقية أن تساعد الناس وتستجيب لطلباتهم وأنت واعي لما تقوم به، وسعيد بخدمتك لهم مع الحفاظ على تحقيق أهدافك في الحياة، أما الطيبة الساذجة فهو الشخص الذي يفتقد للوعي الكافي في تمييز الأشخاص من يستحق المساعدة ومن لا يستحق، وهو يثق بجميع الأشخاص ولا يفرق بين الصادق والكاذب أو المخادع، حتى أنه سريع التنازل عن حقوقه من أجل الآخرين ، ويكون بمثابة جهاز التحكم عن بعد بيد الآخرين يوجهونه كما يريدون، ولهذا قال عمر الفاروق رضي الله عنه (لست بالخبء ولا الخبء يخدعني) يعنى لست بالمخادع فأنا طيب وأن طيبتي بوعي، ومع هذا المخادع لا يخدعني أما الشخص الاستغلالي ففيه عدة صفات منها التلاعب والتسلط والخداع والأنانية، ولكنه يظهر بمظهر الودود المحب، وأحيانا يظهر تسلطه وعنفه بإجبار الآخرين بعمل ما يريد، وفي بعض الحالات يستغل وسائل الضغط الغير مشروعة مثل التهديد بإيذاء الآخرين، وأحيانا بعض الأشخاص يستغلون حبك لهم فيقولون لك طالما أنك تحبني فعليك أن تنفذ طلبي، وهذا يسمى ابتزاز عاطفي واستغلال لمشاعر الحب الصادق بأسلوب تسلطي استغلالي، وأخيرا نقول إن صفة الطيبة صفة جميلة، فلا تتخلى عنها لأنك بسببها تكون محبوبا بين الناس، وبسببها تكون من أفضل الناس، لأن الطيب قلبه لا يعرف الحسد ولا الغل ولا الكراهية والعدوان، وهذا الوصف مدحه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لبعض الأشخاص عندما سئل أي الناس أفضل فقال : (كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ, قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ, فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لَا إِثْمَ فِيهِ وَلَا بَغْيَ وَلَا غِلَّ وَلَا حَسَدَ) فمخموم القلب هو الشخص الطيب، النقي